أحلك الأوقات ... نور الفجر

بقلم د. رانيا عثمان 

 عندما تمر بظروف حالكة كظلمة الليل وتشتد عليك المحن 

ويكثر الذئاب والكلاب الضالة من حولك 

يحاولون أن ينالوا منك ليسقطوك معهم في بئر الخيانة والرخص 

لتقترب أكثر من حافة الهاوية بين القيل والقال 

عليك أن تترفع عنهم وعن كل ما يدور حولك 

وتتجاوز تلك المحنة بالارتقاء 

ولا تنحدر نحو القاع الذي امتلئ عن اخره 

معلنا سقوط الكثير من ضباع البشر

الذين تعودوا أن يتغذون علي فضلات الأسود 

الذين لا يقدمون علي الشئ الا بكل عزة وكرامة وشموخ وكبرياء

لا بالخسة والندالة والمكر والدهاء والكذب إنهم أحط أنواع البشر يا سادة 

أولئك الذين حين تضعهم معك في مكان أو منصب أو تفتح لهم طريقا للخير

بصفاء نيتك وطيبتك وحبك للأخرين من باب التعاون والمحبة والإخاء

والعمل كفريق واحد تجدهم في نفس الوقت يحاربونك ويبذلون أقصي جهدهم لإبعادك 

عن المكان الذي أدخلتهم فيه لتصنع لهم كيان ووجود بحسن أخلاقك وعطائك 

أولئك هم الذين يقابلون الإحسان بالإساءة لاتحزن 

فما عند الله أجمل وإذا قابل البشر العطاء بالخيانة 

فتذكرأنا الله كريم وخزائنه لا تنفذ 

وأعلم جيدا أن الله يحاسب البشر بصفاء نواياهم وقلوبهم الطيبة 

دعهم يفعلون ما يشاءون وأستمر في طريقك ولا تدعهم يشغلون لك بالا 

فسرعان ما تظهر حقيقتهم السيئة لكل الناس فلابد أن ياتي يوما يفضح أمرهم 

وتسقط الأقنعة وتظهر بشاعتهم واضحة جلية حقيقة 

ضاقت فلما أستحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج 

فالساعات الأخيرة من الليل أحلك الأوقات 

لياتي بعدها نور الفجر وشروق الشمس لينير الكون بأكمله